للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستدل منها على النسخ: بأن الإباحة وردت بعد النهي، وحديث جابر -رضي الله عنه- صريح في ذلك؛ حيث يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استقبلها بعد النهي، وأن هذا الاستقبال كان قبل أن يقبض بعام، مما يدل على أنه كان آخر الأمرين.

كما أن بعض ألفاظ حديث عائشة-رضي الله عنها- يدل على ذلك (١).

واعترض عليه: بأنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع بين الأحاديث، أما إذا أمكن الجمع بين الأحاديث فإنه لا يصار معه إلى النسخ، بل يجب الجمع بينها، والعمل بجميعها، وهنا أمكن الجمع بين الأحاديث، وذلك بحمل الأحاديث الواردة في النهي على الفضاء، وبحمل ما ورد في الجواز على البناء (٢).

دليل من قال بنسخ ما يدل على جواز الاستقبال والاستدبار

أولاً: عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتيتم الغائط


(١) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٢٣٥؛ ناسخ الحديث لابن شاهين ص ١٧٤؛ الاعتبار للحازمي ص ١٣٦؛ المغني ١/ ٢٢٠؛ نيل الأوطار ١/ ٧٨، ٨٠، ٨٢.
(٢) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٢٣٦؛ التمهيد ٤/ ٣٨٣؛ الحاوي ١/ ١٥٣؛ الاعتبار ص ١٣٦؛ المغني ١/ ٢٢١؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ١/ ٤٩٧؛ المجموع ٢/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>