أما المزية الذاتية للشيء فلا يمكن أن توازيها مزية عارضة، فضلًا عن أن ترجح عليها.
ولهذا كان القرآن أفضل الأذكار على الإطلاق؛ لأنه كلام الله، فمزيته ذاتية له، بمعنى أنها جزء من مفهومه، إذ لا يمكن أن يتصور القرآن في الذهن إلا بأنه كلام الله وصفته.
بخلاف الذكر أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه عملنا أضيف إلى الله على وجه العبادة له، وشتان بين صفة الله وعبادته.
فمن زعم أن بعض الأذكار يوازي القرآن، أو يزيد عليه كان كمن زعم أن قدرة المخلوق في بعض حالاتها تساوي قدرة الخالق أو تزيد عليها، وكلا الزعمين فاسد بضرورة العقل، ضلال بحكم الشرع.
والحديث القدسي الذي يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الله تبارك وتعالى هو مع أنه كلام الله تراخي في الفضل عن القرآن الأمرين:
- احتمال أن يكون مرويًا عن الله بالمعنى لا باللفظ، والقرآن ليس كذلك، بل هو مروي باللفظ والمعنى.
- احتمال أن يكون وحيًا في المنام، أو نفثًا في الروع، والقرآن لا يكون وحيًا في المنام ولا نفثًا.
فلهذين الاحتمالين لم يعط حكم القرآن في الفضل، ولا في التلاوة.