للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (١).

وإذا استحال أن يكون لهذه الألفاظ الثلاثة معنى عند مسلم يعتقد صدق ما أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربُّه من القرآن، استحال أن يكون للفظ "الخلاص" معني مفهوم عنده، على الوجه الذي يعتقده مَن يدين بالنصرانية وعقائدها.

وإذا استحال أن يكون لهذه الألفاظ الأربعة: "الخطيئة" ثم "الفداء" ثم "الصلب"، ثم "الخلاص"، معني عند المسلم على الوجه الذي تدلّ عليه عند أصحابها، فكيف تكون جزءًا من تراثه الروحي؟ أهذا كلام يُعقل، كلاّ بلا ريب، لا يعقله مسلم ولا نصراني ولا مجوسي، ولا ما شئت من أصحاب العقائد والديانات، ولا يخرج عن أن يكون سُخفًا لا يُستغفل بمثله النصاري إرادة أن نستلب مودتهم. ولن يؤذيهم ويجرح مشاعرهم أن نكون صُرحاء في التعبير عن وجوه الخلاف بينا وبينهم في العقيدة، ولكن ربما آذاهم أن نتخذ ألفاظ عقيدتهم لهوًا، بإدخالها في باب المداهنة السخيفة التي لا تدل على عاطفة صحيحة، بل على آفةٍ شديدة في هذه العاطفة، وكيف لا يؤذيهم وهم يعرفون أننا نقول لهم شيئًا فيما يمسُّ عقائدهم، ونحنُ نبطن شيئًا غيره، بل نبطن في الحقيقة إنكاره وتكفير القائل به، إن هذا الفعل أقرب إلى السخرية بهم والاستهزاء بعقولهم، وهذا بيان كاف في هذا الأمر إن شاء الله.


(١) سورة النساء، الآيتان (١٥٧ - ١٥٨).

<<  <   >  >>