الأخروي. وفي مجال التربية تقوم التربية على الترابط بين بناء الشخصية والنفس والجسم والعقل جميعًا، وتقوم حركة الترجمة الإِسلامية على أساس تقديم إطار كامل لكل فكر يقدم، ومعرفة ظروفه وعصره، وتحديات عصره، ومدى التقائه بفكرنا الإِسلامي أو اختلافه عنه.
والأمة الإِسلامية اليوم يجب أن تكون يقظة، لا تقبل الأمن الخادع، ولا بد من إنماء فكرة أن يكون قومنا في رباط دائم واستنفار مستمر، ويقظة لا تعرف الاسترخاء؛ فالعالم الإِسلامي مستهدف من أعداء البشرية وخصوم الإنسانية، فأمتنا يجب أن تكون قادرة على الردع والدفاع والحماية، كذلك فإنَّ من أخطر المحاذير أن نفسر تاريخنا الإِسلامي بمفاهيم علمانية أو قومية أو مادية، وهي محاولة فاشلة ولن تجد في هذه المرحلة من حياة الأمة الإِسلامية أي قبول لها، كذلك فإنَّ القول بأن الحروب الصليبية هي صراع بين العرب وأوربا هو قول باطل تمامًا ولا دليل عليه، فمتى كانت هناك عروبة تصارعها أوربا في هذه الفترة؟ وكلمة العروبة كلمة حديثة لم تستعمل إلَّا منذ سبعين عامًا على الأكثر.
وغاية الأصالة والعودة إلى المنابع تنصب على رفض مقولة كتاب التَّغريب بأن أسلوب الغرب هو المنطلق الَّذي يستطيع به المسلمون أن يحفظوا كيانهم، ويحققوا وجودهم ويقيموا مجتمعهم، وقد كانت هذه دعوي خدعت المسلمين والعرب سنوات طويلة منذ أثارها "طه حسين"، "ومحمود عزمي" وغيرهم، وقد تكشف بطلانها منذ انتُزِعَتْ (القدس) من أيدي المسلمين، وثبت فشل المنهج الليبرالي الغربي بعد الحرب العالمية الأولى،