كما ثبت فشل المنهج الماركسي الاشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية. إن ما ظنوا أنَّه عامل موصل للنهضة تبين أنَّه عامل عازل؛ يسلم المسلمين والعرب إلى الاحتواء الكامل والانصهار في بوتقة الأممية العالمية".
إن كلمة التنوير نفسها كلمة يهودية؛ فالتنوير في الغرب هو عصر الإلحاد، والإعداد لحصار المجتمع المسيحي، وتغليب نفوذ اليهود عليه، وصراع القوميات مع الكنيسة، فإذا كانوا هم دعاة التنوير بهذا المعنى في الفكر الإِسلامي فذلك رأيهم فيهم، أمَّا نحن فلا نؤمن بكلمة التنوير" (١).
وقال الدكتور محمد يحيى:"مصطلح "التنوير" هو النموذج الأشهر أو (الكلاسيكي) في هذه الفترة الأسلوب عهدناه في عملية التعاطي مع الغرب ومفاهيمه الفكرية ومصطلحاته، ألا وهو انتزاع المفاهيم والأفكار والمصطلحات من بيئتها الثقافية وسياقها التاريخي والحضاري المخصوص الَّذي نبتت فيه ويحدد دلالاتها، ثمَّ زراعتها تعسفًا في بيئة ثقافية وسياق اجتماعي وعقيدي مغاير لها، إن لم يكن مناقضًا.
والحق أن كشف هذا الأسلوب في النقل قد يكون أكثر أهمية في تصوري من محاولة وضع التعريفات لمصطلح التنوير أو غيره؛ لأننا سنظل ندور في حلقة مفرغة من التعريف، ثمَّ إعادة التعريف إلى ما لا نهاية إن لم ندرك السياق الأوسع الَّذي تجري فيه التعريفات، وكيف يتحكم هذا السياق في تعريف المصطلحات ورسم ظلالها ودلالاتها، وتحديد مضامينها الخاصة والدقيقة والمتغيرة، وتغيير هذه المضامين، وتحديد النظرة السلبية أو الإيجابية لتلك المفاهيم؟