للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في السماء والأرض" الحديث (١)، وقوله في حديث الأوعال: "والعرش فوق ذلك، والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه" (٢) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وقوله في الحديث الصحيح للجارية: "اين الله؟ " قالت: في السماء قال "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله. فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة" أخرجه مسلم في صحيحه (٣) .. إلى أمثال ذلك من الأحاديث الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمفيدة علمًا يقينًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلّغ أن الله سبحانه على عرشه، وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم؛ عربها وعجمها، في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفًا، ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من سلف الأمة، لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف، حرف واحد يخالف ذلك، لا نصًا ولا ظاهرًا، ولم يقل أحد منهم قط: إن الله ليس في السماء، ولا إنه ليس على العرش، ولا إنه بذاته في كل مكان، ولا إن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا إنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها، بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما خطب خطبته العظيمة في يوم عرفات، في أعظم مجمع حضره الرسول -صلى الله عليه وسلم-، جعل يقول: "ألا هل بلغت؟ " فيقولون: نعم، فيرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكبها إليهم


(١) رواه أبو داود في كتاب الطب، باب كيف الرقي، رقم (٣٨٩٢).
(٢) رواه بنحوه أبو داود في السنة، رقم (٤٧٢٣)، والترمذي في تفسير القرآن، رقم (٣٣٢٠).
(٣) رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، رقم (٥٣٧).

<<  <   >  >>