للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن الكلام بما أمركم الله، وأن تدعوا التعاون على البر والتقوى، الذى أوصاكم الله به. والنصيحة التى عليكم من بعضكم لبعض، لتكونوا مأثومين مأزورين، ولا تكونوا مأجورين، ويضمحل الدين ويذهب، وأن لا تحيوا سنة، ولا تميتوا بدعة.

فأطيعوا الله فيما أمركم به: من التناصح والتعاون على البر والتقوى، ولا تطيعوا الشيطان. فإن الشيطان لكم عدو مضل مبين؛ بذلك أخبركم الله ﷿.

فقال (٦:٣٥ ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾) وقال تعالى (٢٧:٧ ﴿يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ﴾)

واعلموا أنما جاء هذا النقص فى الصلاة: من المنسوبين إلى الفضل، المبكرين إلى الجمعات (١) ممن بالمشرق والمغرب من أهل الإسلام، لسكوت أهل العلم والفقه والبصر عنهم. وتركهم ما لزمهم من النصيحة والتعليم والأدب، والأمر والنهى، والإنكار والتغيير. فجرى أهل الجهالة على المسابقة للامام. وجرى معهم كثير ممن ينسب إلى العلم والفقه، والبصر والفضل، استخفافا منهم بالصلاة. والعجب كل العجب من اقتداء أهل العلم بأهل الجهالة، ولمجراهم معهم فى المسابقة للامام والسجود والرفع والخفض، وفعلهم معهم، وتركهم ما حمّلوا وسمعوا من الفقهاء والعلماء. وإنما الحق الواجب على العلماء: أن يعلموا الجاهل وينصحوه، ويأخذوا على يده، فهم فيما تركوا آثمون، عصاة خائنون، لجريانهم معهم فى ذلك. وفى كثير من مساويهم، من الغش والنميمة، ومحقرة الفقراء والمستضعفين، وغير ذلك من المعاصى مما يكثر تعداده. وجاء الحديث عن النبى أنه قال:

«ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه» فتعليم الجاهل واجب على العالم، لازم له. لأنه لا يكون الويل للعالم من تطوع تركه، لأن الله لا يؤاخذ على ترك التطوع. إنما يؤاخذ على ترك الفرائض. وجاء الحديث عن النبى


(١) فى النسخ الأخرى: «الجماعات»