للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عامة. وجاء الحديث عن النبى «أنه كان آخر وصيته لأمته، وآخر عهده إليهم، عند خروجه من الدنيا: أن اتقوا الله فى الصلاة، وفيما ملكت أيمانكم (١)». وجاء الحديث «أنها آخر وصية كل نبى لأمته، وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا» وهى آخر ما يذهب من الإسلام. ليس بعد ذهابها إسلام ولا دين، وهى أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله، وهى عمود الإسلام، وإذا سقط: سقط العمود الفسطاط، فلا ينتفع بالطّنب والأوتاد، وكذلك الصلاة: إذا ذهبت فقد ذهب الإسلام.

وقد خصها الله بالذكر من بين الطاعات كلها، ونسب أهلها إلى الفضل.

وأمر بالاستعانة بها، وبالصبر على جميع الطاعات، واجتناب جميع المعصية.

فأمروا رحمكم الله بالصلاة فى المساجد من تخلف عنها، وعاتبوهم إذا تخلفوا عنها. وأنكروا عليهم بأيديكم؛ فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم. واعلموا أنه لا يسعكم السكوت عنهم، لأن التخلف عن الصلاة من عظيم المعصية. فقد جاء عن النبى أنه قال «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم أخالف إلى قوم فى منازلهم لا يشهدون الصلاة فى جماعة، فأحرقها عليهم (٢)» فتهددهم النبى بحرق منازلهم. فلولا أن تخلفهم عن الصلاة معصية كبيرة عظيمة: لما تهددهم النبى بحرق منازلهم. وجاء الحديث «لا صلاة لجار المسجد إلا فى المسجد (٣)» وجار المسجد: الذى بينه وبين المسجد أربعون دارا (٤).


(١) أخرجه أحمد فى المسند وابن ماجة من حديث أم سلمة. وأخرجه أحمد والنسائى وابن ماجة وابن حبان من حديث أنس. وأخرجه الطبرانى من حديث ابن عمر
(٢) رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة
(٣) أخرجه الدارقطنى من حديث جابر وأبى هريرة. وأخرجه الحاكم فى المستدرك من حديث أبى هريرة
(٤) إلى هنا قد انتهت رسالة الصلاة فى المخطوطتين. وقد كملناها من النسخ الأخرى، لعظيم الفائدة فيها. ورحم الله الإمام احمد وجزاه عن المسلمين خيرا. فلقد أوفى فى النصيحة للمسلمين فى أهم دينهم. وفق الله المسلمين للعمل بسنة رسولهم. وإقامة كل دينهم على هداه.