قال النجاد: وحدثنا معاذ بن المثنى حدثنا خلاد بن أسلم قال حدثنا محمد بن فضل عن ليث عن مجاهد - كلهم - قال فى قول الله ﷿(٧٩:١٧ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال «يجلسه معه على العرش»
قال النجاد: وسألت أبا يحيى الناقد ويعقوب المطوعى وعبد الله بن أحمد بن حنبل وجماعة من شيوخنا؟ فحدثونى بحديث محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد. وسألت أبا الحسن العطار عن ذلك؟ فحدثنى بحديث مجاهد، ثم قال:
سمعت محمد بن مصعب العابد يقول هذا، حتى ترى الخلائق منزلته ﷺ عند ربه ﵎، وكرامته لديه. ثم ينصرف محمد ﷺ إلى غرفه وجناته وأزواجه، ثم ينفرد ﷿ بربوبيته.
قال النجاد: ثم نظرت فى كتاب أحمد بن الحجاج المروزى، وهو إمامنا وقدوتنا والحجة لنا فى ذلك. فوجدت فيه ما قد ذكره من رد حديث عبد الله بن سلام ومجاهد. وذكر أسماء الشيوخ الذين أنكروا على من رد ذلك، أو عارضه
قال النجاد: فالذى ندين الله تعالى به وتعتقده: ما قد رسمناه وبيناه من معانى الأحاديث المسندة عن رسول الله ﷺ، وما قاله عبد الله بن العباس ومن بعده من أهل العلم، وأخذوا به كابرا عن كابر، وجيلا عن جيل، إلى وقت شيوخنا فى تفسير قوله تعالى (عسى أن يبعثك مقاما محمودا) أن المقام المحمود:
هو قعوده ﷺ مع ربه على العرش. وكان من جحد ذلك وتكلم فيه بالمعارضة: إنما يريد بكلامه فى ذلك: كلام الجهمية، يجانب ويباين، ويحذر عنه. وكذلك أخبرنى أبو بكر الكاتب عن أبى داود السجستانى أنه قال: من رد حديث مجاهد فهو جهمى
وحدثنا محمد بن صهيب وجماعة من شيوخنا عن محمد بن عبد الملك الدقيقى قال: سمعت هذا الحديث منذ خمسين سنة، ما سمعت أحدا ينكره، إنما يكاذبه الزنادقة والجهمية.