وأفضل هذه الأمة والأمم كلها - بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم على، يسمع بذلك النبى ﷺ، فلا؟؟؟ ينكره. ثم أفضل الناس - بعد هؤلاء - طلحة، والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة عامر بن الجراح.
وكلهم يصلح للخلافة. ثم أفضل الناس - بعد هؤلاء - أصحاب رسول الله ﷺ، القرن الذى بعث فيهم، المهاجرون الأولون والأنصار. وهم من صلّى القبلتين. ثم أفضل الناس - بعد هؤلاء - من صحب رسول الله ﷺ يوما، أو شهرا أو سنة، أو أقل من ذلك، أو أكثر، نترحم عليهم، ونذكر فضلهم، ونكف عن زللهم، ولا نذكر أحدا منهم إلا بالخير.
لقول رسول الله ﷺ«إذا ذكر أصحابي فأمسكوا» وقال سفيان بن عيينة: من نطق فى أصحاب رسول الله ﷺ بكلمة، فهو صاحب هوى. وقال النبى ﷺ «أصحابى كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم (١)».
والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى. ومن ولي الخلافة بإجماع عليه ورضاهم به: فهو أمير المؤمنين، لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام، برّا كان أو فاجرا. والحج والغزو مع الإمام ماض. وصلاة الجمعة خلفهم جائزة. ويصلى بعدها ست ركعات، يفصل بين كل ركعتين. هكذا قال أحمد بن حنبل.
والخلافة فى قريش إلى أن ينزل عيسى ابن مريم ﵇. ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجى، قد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، وميتته ميتة جاهلية.
(١) قال العجلونى فى كشف الخفاء. رواه البيهقى. وأسنده الديلمى عن ابن عباس بلفظ «أصحابى بمنزلة النجوم فى السماء، بأيهم اقتديتم اهتديتم»