وذكر الوالد السعيد فى الانتصار لعبد العزيز. فقال: كان ذا دين، وأخا ورع علامة بارعا فى علم مذهب أحمد بن حنبل.
وذكر تصانيفه. وذكر تعظيمه فى النفوس، وتقدمه عند السلطان
ولقد حكى لى بعض الشيوخ عن والده - وكان له صحبة بأبى بكر - فذكر أن أبا بكر ذكر عند أخت معز الدولة بسوء، وأنه يغضّ من على بن أبى طالب.
فاستدعته، وجمعت من المتكلمين لمناظرته. فكان صوته عليهم، وحجته ظاهرة لديهم. والأخت بحيث تسمع كلامه، حتى شهدت له بالفضل. وكان منها الإنكار عليهم. فيما كذبوه عليه، وأضافوه إليه. وبذلت له شيئا من المال.
فامتنع من قبوله مع خفة حاله، وقلة ماله، زهدا وورعا
قال: وحكى لنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الحجرى - المعروف بابن سكينة الأزجى - قال: حكى لنا الشيخ أبو الفضل بن التميمى قال: حكى لى شيخ كان يسافر فى طلب الحديث: أنه وقع لى فى خبر: أن النبى ﷺ قال «إذا كان يوم القيامة يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب» قال: فسافرت كذا وكذا بلدا، أسأل: هل هناك زيادة على هذا العدد؟ فما زادنى أحد. وكل يقول:
هكذا سمعنا. فدخلت مدينة البصرة، وسألت عن ذلك؟ فما زادنى أحد. فلما كان ذات يوم نمت، وأنا تعب. فرأيت النبى ﷺ، فقبلت قدمه فقال لى: يا فلان، قد تعبت فى هذا الخبر الذى سمعته عنى. فقلت له: إي والله يا رسول الله. فقال لى: امض إلى بغداد إلى جامع الخليفة، سترى رجلا واسع الجبين، جهورى الصوت، فسله عن هذه المسألة - يعنى أبا بكر عبد العزيز - فإنه يجيبك. قال: فلم يحملنى القعود، حتى جئت إلى بغداد. قال: فقلت فى نفسى:
لا سألت أحدا عن هذا الرجل، حتى أدخل الجامع، وانظر إلى الصفة التى وصفها رسول الله ﷺ. فدخلت يوم الجمعة الجامع. فسمعت صوته. فإذا هو بالصفة التى وصفها رسول الله ﷺ. فوقفت حذاءه، فقلت: أيها