الحديث: هو جواب أحمد فيهما، ولم أدر ما أراد بسماك؟ وخرجنا من ذلك، ولم أسأله.
ثم قلت له: هذه الأحاديث تلقاها العلماء بالقبول. فليس لأحد أن يمنعها، ولا يتأولها ولا يسقطها. لأن الرسول ﷺ لو كان لها معنى عنده غير ظاهرها لبينه. ولكان الصحابة - حين سمعوا ذلك من الرسول ﷺ سألوه عن معنى غير ظاهرها. فلما سكتوا وجب علينا أن نسكت حيث سكتوا، ونقبل طوعا ما قبلوا.
فقال لى: أنتم المشبهة. فقلت حاشا لله، المشبه الذى يقول: وجه كوجهى، ويد كيدى. فأما نحن فنقول: له وجه، كما أثبت لنفسه وجها. وله يد، كما أثبت لنفسه يدا. وليس كمثله شئ وهو السميع البصير. ومن قال هذا فقد سلم.
ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله ﷿ ليس بأمر ولا نهى، ولا متشابه، ولا ناسخ ولا منسوخ، ولا كلامه مسموع. لأن عندك: الله ﷿ لا يتكلم بصوت، وأن موسى لم يسمع كلام الله ﷿ بسمعه. وإنما خلق الله ﷿ فى موسى فهما فهم به.
فلما رأى ما عليه فى هذا من الشناعة قال: فلعلى أخالف ابن الكلاب القطان فى هذه المسألة من سائر مذهبه
ثم قلت له: ومن خالف الأخبار التى نقلها العدل عن العدل موصولة، بلا قطع فى سندها، ولا جرح فى ناقليها، وتجرأ على ردها: فقد تهجم على رد الإسلام.
لأن الإسلام وأحكامه منقولة إلينا بمثل ما ذكرت.
فقال لى: الأخبار لا توجب عندى علما.
فقلت له: يلزمك على قود مقالتك: أنك لو سمعت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيدة ابن الجراح، يقولون: سمعنا رسول الله ﷺ يقول كذا وكذا: أنك