ويكون ولد القاضى أبى على أبو القاسم - الملقب بزين الدين - له تابعا ومتبركا بشهادته. فأبى عليه الوالد السعيد أشد الإباء. فمضى ابن أبى موسى إلى أبى القاسم ابن بشران، وسأله أن يشهد مع ولده. وقد كان ابن بشران قد ترك الشهادة قبل ذلك. فأجابه إلى ذلك. فشهد ابن بشران ومعه زين الدين بديوان الخلافة.
وكانت وفاة القادر بالله فى حادى عشر من ذى الحجة من هذه السنة. ثم توفى القاضى أبو على سنة ثمان وعشرين.
وكان من قضاء الله وقدره: أن تكررت سؤالات قاضى القضاة أبى عبد الله ابن ماكولا للشيخين: أبى منصور بن يوسف، وأبى على بن جرادة، يسألان الوالد السعيد: أن يشهد عنده، لعلمه بمحبتهما له، واعتقاد هما بمذهبه. وانضاف إلى ذلك خطاب رئيس الرؤساء نوبة بعد أخرى. فأجاب إلى ذلك وشهد عنده، مع كراهته للشهادة.
وكان ابن ماكولا معظما له، ومبجلا ومكرما، ما لم يكن يفعله لغيره.
وقد كان حضر الوالد السعيد - قدس الله روحه - فى سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة فى دار الخلافة فى أيام القائم بأمر الله - رضوان الله عليه - مع الجم الغفير، والعدد الكثير من أهل العلم. وكان صحبته الشيخ الزاهد أبو الحسن القزوينى، لفساد قول جرى من المخالفين لما شاع قراءة كتاب «إبطال التأويلات» فخرج إلى الوالد السعيد من الإمام القائم بأمر الله رضوان الله عليهم: الاعتقاد القادرىّ فى ذلك بما يعتقد الوالد السعيد.
وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب «إبطال التأويلات» ليتأمل فأعيد إلى الوالد. وشكر له تصانيفه.
وذكر بعض أصحاب الوالد السعيد: أنه كان حاضرا فى ذلك اليوم، قال:
رأيت قارئ التوقيع الخارج من القائم بأمر الله - رضوان الله عليه - قائما على قديمه والموافق والمخالف بين يديه، ثم أخذت فى تلك الصحيفة خطوط الحاضرين من