للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أهل العلم والفقهاء على اختلاف مذاهبهم. وجعلت كالشرط المشروط.

فأول من كتب: الشيخ الزاهد القزوينى: هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادى وعليه اعتمادى. ثم كتب الوالد السعيد بعده. وكتب القاضى أبو الطيب الطبرى وأعيان الفقهاء، من بين موافق ومخالف.

فبلغنى: أن أبا القاسم عبد القادر بن يوسف قال - بعد خروجه عن ذلك المجلس - روى عن النبى أنه قال «لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» فلما أرادوا النهوض من ذلك المجلس: التفت ابن القزوينى الزاهد إلى الوالد السعيد، فقال له: كما فى نفسك؟

فقال له الوالد السعيد: الحمد لله على ما تفضل به من إظهار الحق.

فقال له ابن القزوينى الزاهد: لا أقنع بهذا، وأنا أحضر بجامع المنصور، وأملى أحاديث الصفات. فحضر القزوينى الزاهد جمعا مترادفات بجامع المنصور، وأملى أخبار الصفات، ناصرا لما سطره الوالد السعيد.

ثم توفى ابن القزوينى ليلة الأحد الخامس من شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وصلّى عليه بين الحربية والعتابيين، مما يلى الخندق. وحضره عالم كثير وجرى تشغيب بين أصحابنا وبين المخالفين لنا فى الفروع.

فحضر الوالد السعيد سنة خمس وأربعين فى دار الخلافة مجلس أبى القاسم على ابن الحسن رئيس الرؤساء، ومعه جم غفير، وعدد كثير من شيوخ الفقهاء، وأماثل أهل الدين والدنيا.

فقال رئيس الرؤساء، فى ذلك اليوم على رءوس الأشهاد: القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمرّ كما جاءت. وأصلح بين الفريقين. ففاز الوالد السعيد بخير الدارين إن شاء الله.

ولو تتبعنا هذه المقامات لطالت الحكايات.

وكان من قضاء الله تعالى: أن توفى قاضى القضاة ابن ماكولا. فتبين للإمام