بأبى حكيم، فقلت له: من هذا الذى على النعش على السبائك؟ فقال: القاضى أبو يعلى. فقلت له: يا أبا حكيم، أليس قد دفن القاضى فى هذه البركة؟ فقال:
ذاك المدفون فى البركة يزوره الخلق. وهذا رفعناه مكانا عليا، أو كما قال
وسمعت محمد بن مواهب يقول: سمعت أبا الحسن بن جدا يقول: كنت نائما فى دارى ليلة مات القاضى أبو يعلى. فهتف لى هاتف، وقال:
ما العيش بعدك مستطاب … هيهات أن يغشى لمثلك باب
فانتبهت. فلما أسفر الفجر: سمعت مناديا ينادى: من أراد الصلاة على القاضى الإمام أبى يعلى. فعلمت أن الهاتف والبيت الشعر لأجله
قال ابن جدا: سألت الله تعالى بعد موت القاضى الإمام أبى يعلى: أن أراه فى النوم. فرأيته، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال لى: يا أبا الحسين، وحقك (١) لقد هدينا لأمر عظيم
قال ابن جدا: وسألت الله تعالى أن أرى القاضى أبا يعلى فى النوم دفعة أخرى. فرأيته، فقلت: يا سيدى، كيف المذهب ثمّ؟ فقال لى: يا أبا الحسن، المذهب بيننا وبين جهنم سد من حديد
قلت أنا: وقال ابن سيرين «ما حدثك الميت بشئ فى النوم، فهو حق.
لأنه فى دار حق»
وسمعت بعض أصحابنا يقول: رأيت ابن بكير العكبرى فى النوم بعد موته فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: أنا عند القاضى أبى يعلى. فقلت له: قد علمت أنك قريب من تربته. فقال: أنا عنده فى الجنة، أو كما قال
وسمعت أحمد بن على الحنبلى يقول: حكى لى سعيد بن جعفر قال: كنت عند بعض شيوخى. فدخل بعض أصحابى فقال: رأيت كأنى فى جامع باكرما،
(١) الذى يقسم بغير الله قد قال فيه رسول الله ﷺ «من حلف بغير الله فقد كفر» وفى رواية «فقد أشرك» ولا أظن هذا الحالف أبا يعلى وإنما هو الشيطان.