للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أوضحت سبل الهدى من بعد ما درست … عن الورى، فقدتك العرب والعجم

مادت بنا الأرض وارتجت بساكنها … لما قبرت. وكاد الدين ينهدم

فلنذكر الآن شذرة من آدابه وورعه

سمعت أبا الحسن النهرى قال: كنت فى بعض الأيام أمشى مع القاضى والدك فالتفتّ، فقال لى: لا تلفت إذا مشيت. فإنه ينسب فاعل ذلك إلى الحمق

قال النهرى: وقال لى والدك يوما آخر، وأنا أمشى معه: إذا مشيت مع من تعظمه، أين تمشى منه؟ فقلت: لا أدرى. فقال: عن يمينه، تقيمه مقام الإمام فى الصلاة. وتخلى له الجانب الأيسر إذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى جعله فى الجانب الأيسر

وقال النهرى أيضا: لما قدم الوزير ابن دراست عبرت أبصره. ففاتنى درس ذلك اليوم. فلما حضرت قلت: يا سيدنا تتفضل وتعيد لى الدرس؟ فقال:

أين كنت فى أمسنا؟ فقلت: مضيت أبصرت ابن دارست. فأنكر علىّ ذلك إنكارا شديدا. وقال: ويحك، تمضى وتنظر إلى الظلمة؟ وعنفنى على ذلك.

وروى عن النبى أنه قال «النظر إلى الظالمين يطفئ نور الإيمان» أو كما قال

قال: وكان ينهانا دائما عن مخالطة أبناء الدنيا والنظر إليهم، والاجتماع بهم، ويأمرنا بالاشتغال بالعلم، ومخالطة الصالحين

وسمعت خالى عبد الله يقول: حضرت مع القاضى الإمام والدك فى دار رئيس الرؤساء، بعد مجئ طغرلبك. وقد أنفذ إليه غير مرة ليحضر. فلما حضر قربه رئيس الرؤساء، وزاد فى إكرامه وإعظامه، وأجلسه حتى مس بعضه، بجنب المخدة وقال له: ما سمعه أهل المجلس، لم يزل بيت المسلمة وبيت الفراء ممتزجين مختلطين فما هذا الانقطاع؟ فقال له القاضى الإمام: يروى عن شيخنا إبراهيم الحربي: أنه