فمن نقل عنهم العلم والفقه كان رواية يتلقاها عنهم، ودراية يتفهمها منهم. ومن دقق النظر وحقق الفكر: شاهد جميع ما ذكرته.
وأما نقلة الفقه عن إمامنا أحمد فهم أعيان البلدان، وأئمة الأزمان. منهم ابناه صالح وعبد الله، وابن عمه حنبل، واسحاق بن منصور الكوسج المروزى وأبو داود السجستانى. وأبو اسحاق ابراهيم الحربى، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروزى، وعبد الملك الميمونى، ومهنا الشامى، وحرب الكرمانى، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقى، ومثنى بن جامع الأنبارى، وأبو طالب المسكانى، والحسن بن ثواب، وابن مشيش، وابن بدينا الموصلى، وأحمد بن القاسم، والقاضى الرقى، وأحمد بن أصرم المزنى، وعلى بن سعيد النسوى، وأبو الصقر، والبرزاطي، والبغوى، والشالنجى، وعبد الرحمن المتطبب، وأحمد ابن الحسن الترمذى، وأحمد بن أبى عبدة، وأحمد بن نصر الخفاف، وأحمد ابن واصل المقرى، وأحمد بن هشام الأنطاكى، وأحمد بن يحيى الحلوانى، وأحمد بن محمد الصائغ، وأحمد بن محمد بن صدقة. وهم مائة ونيف وعشرون نفسا.
وأما نقلة الحديث عنه: فقد جمعت فيهم المصنفات، وساقهم الأئمة الثقات وقال الأثرم: قلت يوما - ونحن عند أبى عبيد القاسم بن سلام - فى مسألة. فقال بعض من حضر: هذا قول من؟ فقلت: من ليس بغرب ولا شرق أكبر منه:
أحمد بن حنبل. قال أبو عبيد: صدق.
وقال إسحاق بن راهويه: سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل إمامنا. وقال أبو ثور: أحمد بن حنبل: أعلم من الثورى وأفقه.
وأما الخصلة الثالثة، وهى قوله «إمام فى اللغة» فهو كما قاله. قال المروزى:
كان أبو عبد الله لا يلحن فى الكلام. ولما نوظر بين يدى الخليفة كان يقول:
كيف أقول ما لم يقل.
وقال أحمد - فيما رواه عنه محمد بن حبيب - كتبت من العربية أكثر مما