حتى قبضه الله. قيل: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه، فأكلناه. رواه البخاري.
٤١٧٢ - وعن أبي هريرة، قال: ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه. متفق عليه.
٤١٧٣ - وعنه، أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا، فأسلم، فكان يأكل قليلا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)) رواه البخاري.
ــ
الحديث الرابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ما عاب)) ((مح)): هو أن يقول هذا مالح، قليل الملح، حامض، رقيق، غليظ، غير ناضج ونحو ذلك. وأما قوله للضب قال ((لا، ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)) فبيان لكراهته لا إظهار عيبة.
الحديث الخامس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((في سبعة أمعاء)) عداه بـ ((في)) على معنى أوقع الأكل فيها وجعلها أمكنة للمأكول؛ ليشعر بامتلائها كلها حى لم يبق للنفس فيه مجال، كقوله تعالى:{إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} أي ملء بطونهم. وتخصيص السبعة للمبالغة والتكثير كما في قوله تعالى:{والْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}.
((قض)): أراد به أن المؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام ويبارك له في مأكله ومشربه فيشبع من قليل، والكافر يكون كثير الحرص شديد الشره لا مطمح لبصره إلا إلى المطاعم والمشارب كالأنعام، فمثل ما بينهما من التفاوت في الشره بما بين ما يأكل في معي واحد ومن يأكل في سبعة أمعاء وهذا باعتبار الأعم والأغلب.
((مح)): فيه وجوه: أحدها: قيل: إنه في رجل بعينه فقيل له على جهة التمثيل. وثانيها: أن المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه فلا يشركه فيه الشيطان، والكفر لا يسميه فيشاركه الشيطان. وثالثها: أن المؤمن يقصد في أكله فيشبعه امتلاء بعض أمعائه، والكافر لشرهه وحرصه على الطعام لا يكفيه إلا امتلاء كل الأمعاء. ورابعها: يحتمل أن يكون هذا في بعض المؤمنين وبعض الكفار. وخامسها: أن يراد بالسبعة صفات الحرص والشره، وطول الأمل والطمع، وسوء الطبع والحسد والسمن. وسادسها: أن يراد بالمؤمن تام الإيمان المعرض عن الشهوات المقتصر على سد خلته. وسابعها المختار: وهو أن بعض المؤمنين يأكل في معي واحد، وأن أكثر الكفار يأكلون في سبعة، ولا يلزم أن كل واحد من السبعة مثل معي المؤمن.