للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله، إلا رصافه إلى نضيه وهو قدحه، إلى قذذه فلا يوجد في شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على خير فرقة من الناس)). قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته.

وفي رواية: أقبل رجل غائر العينين، نأتي الجبهة، كث اللحية، مشرف الوجنتين محلوق الرأس، فقال: يا محمد! اتق الله. فقال: ((فمن يطع الله إذا عصيته؟ فيأمنني

ــ

قيل: إنما أباح قتلهم إذا كثروا وامتنعوا بالسلاح واستعرضوا الناس، ولم تكن هذه المعاني موجودة حين منع من قتلهم، وأول ما نجم ذلك في زمن علي رضي الله عنه، وقاتلهم حتى قتل كثيراً منهم.

قوله: ((لا يجاوز تراقيهم)) حس: أي لا تتجاوز قراءتهم عن ألسنتهم إلى قلوبهم فلا يؤثر فيها، أو لا يتصاعد عن مخرج الحرف وحيز الصوت إلى محل القبول والإنابة.

و ((يمرقون من الدين)) أي: يخرجون من الدين، ويمرون عليه سريعاً من غير حظ وانتفاع به، خروج السهم من الرمية، يعني: الصيد ومروره بجميع أجزائه وتنزهه من التلوث بما يمر عليه من فرث ودم.

و ((الرصاف)) بالضم والكسر عصب يلوي فوق مدخل النصل، والرصافة والرصفة.

ونضى السهم قدحه وهو ما جاوز الريش إلى النصل، م النضو لأنه بري حتى صار نضوا فهو مجاز باعتبار ما كان.

والقذذ: ريش السهم واحده قذذه. أخرج متعلقات الفعل على سبيل التعداد لا التنسيق.

وقوله: ((إلى قذذه)) من كلام الرسول الله صلى الله عليه وسلم.

((وهو قدحه)) تفسير للنضى من قول الراوي.

قوله: ((البضعة)) هي قطعة اللحم.

و ((تدردر)) أي تحرك وتزحزح ماراً وجائياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>