صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر. فقال:((هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رءوس الشياطين)) فاستخرجه. متفق عليه.
٥٨٩٤ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل. فقال:((ويلك فمن يعدل إذا لم أعدل؟! قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)) فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه. فقال:((دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع
ــ
وفي كتاب مسلم: ((في بئر ذي أوران)): كذا وقع في بعض روايات البخاري وفي معظمهما ((ذوران)) وكلاهما صحيح مشهور، والأول أصح وأجود، وفي بئر في المدينة في بستان بني زريق.
قوله:((وكأن نخلها رءوس الشياطين)) تو: أراد بالنخل طلع النخل، وإنما أضافه إلى بئر لأنه كان مدفوناً فيها، وأما تشبيهه ذلك برءوس الشياطين فلما صادقوه عليه من الوحشة وقبح المنظر، وكانت العرب تعد رءوس الشياطين من أقبح المناظر ذهاباً في الصورة إلى ما يقتضيه المعنى.
وقيل: أريد بالشياطين الحيات الخبيثان العرمات، وأيا ما كان فإن الإتيان بهذا المنظر في الحديث مسوق على نص الكتاب في التمثيل، قال الله تعالى:{كأنه رءوس الشياطين}.
الحديث الخامس والعشرون عن أبي سعيد رضي الله عنه:
قوله:((قسماً)) تو: القسم مصدر قسمت الشيء فانقسم، سمي الشيء المقسوم وهو الغنيمة بالمصدر.
والقسم: بالكسر الحظ والنصيب، ولا وجه للمكسور في الحديث لأنه يختص إذا تفرد نصيب وهذا القسم كان في غنائم خيبر قسمها بالجعرانة.
و ((خبت وخسرت)) على ضمير المخاطب لا على ضمير المتكلم، وإنما رد الخيبة والخسران إلى المخاطب على تقدير عدم العدل منه، لأن الله تعالى بعثه رحمة للعالمين وبعثه ليقوم بالعدل فيهم، فإذا قدر أنه لم يعدل فقد خاب المعترف بأنه مبعوث إليهم فخاب وخسر لأن الله لا يحب الخائنين فضلاً من أن يرسلهم إلى عباده.
قوله:((فقال: دعه)) حس: كيف منع النبي صلى الله عليه وسلم من قتله مع أنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم؟.