للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هاشم] (١) وزادا: "ولو على سواك أخضر".

ويروى مثله عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

والمقصود أن من وجوه تغليظ اليمين التغليظ بالمكان، وذلك بأن يحلف في أشرف مواضع البلد وهو بمكة بين البيت والمقام، وبالمدينة عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال: على المنبر، وببيت المقدس عند الصخرة، وفي سائر البلاد في المقصورة عند المنبر، ومن أصحابنا من لم يعتبر في سائر البلاد موضع المنبر.

واختلف قول الشافعي في أن هذا التغليظ مستحق أو مستحب، والظاهر الثاني، وإنما يجري التغليظ في دعوى الدم والنكاح والطلاق والرجعة وسائر ما ليس بمال ولا المقصود منه المال، وأما الأموال فيشرع التغليظ في الكثير منها دون القليل, لما روي أن عبد الرحمن بن عوف رأى قومًا يحلفون بين المقام والبيت فقال: أعلى دم؟

قالوا: لا، قال: أفعلى عظيم من المال؟

قالوا: لا، قال: لقد خشيت أن يبهى الناس بهذا المقام (٣).

يقال: بهأت بالشيء إذا أنست به حتى سقطت هيبته من قلبك.

ويشبه أن تكون الدار في خصومة زيد بن ثابت وابن مطيع من حد


(١) في الأصل: هشام. تحريف، والمثبت من "السنن" وقد سبق التنبيه عليه في ترجمته.
(٢) رواه ابن ماجه (٢٣٢٦)، والحاكم (٤/ ٢٩٧).
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: صحيح.
وقال صاحب "مصباح الزجاجة" (٨٢١): إسناده صحيح رجاله ثقات.
وصححه الألباني في "الإرواء" (٨/ ٣١٣).
(٣) رواه الشافعي في "الأم" (٧/ ٣٤)، والبيهقي (١٠/ ١٧٦).
قال الحافظ في "التلخيص" (٤/ ٢١٢): وإسناده منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>