للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "يسعى بالبيت" أي يطوف، وقد يسمى الطواف سعيًا؛ لأنه عمل ولما فيه من الرمل، كما يسمى طوافًا بين الجبلين لما فيه من التردّد من أحدهما إلى الآخر.

وقوله: "وقد حزم على بطنه بثوب" أي شدّه، واستدل به على أنه لا بأس بالهميان، وأبان نافع في الثاني كيفية حزمه فقال: "لم يكن عقد الثوب عليه إنما غرز طرفيه على إزاره" ويؤيده قول ابن عمر في الأثر الثالث لذلك السائل: "لا تعقد شيئًا" وذكر لهذِه الآثار أنه يحسن للمحرم أن لا يعقد رداءه ولكن يغرز طرفيه في إزاره إن شاء، وأيّد من جهة المعنى بأنه إذا عقد صار في معنى المخيط لكن لا يظهر فرق بين العقد والغرز، وأيضًا فالإزار لا بدّ له من عقد وشد فما أفرق (١) بين الرداء والإزار.

والحديث الذي رواه ابن جريج منقطع، قال الحافظ أبو بكر البيهقي (٢): ورواه أيضًا ابن أبي ذئب، عن صالح بن أبي حسان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتقوى أحدهما بالآخر وبالأثر عن ابن عمر، لكن يجوز أن يكون النهي في الخبر بخصوص الحبل فإنه قد يشبه الزنار (٣)، ويجوز أن يكون لخصوص كونه أبرق أيضًا، والأبرق: الذي فيه لونان كالسواد والبياض، والبرقاء: الشاة البيضاء التي يخالط بياضها سواد.

[الأصل]

[٥٥٢] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد، عن ابن جريج، أبنا الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة أنها قالت: كنت عند عائشة إذ


(١) كذا، والجادة: الفرق.
(٢) "السنن الكبير" (٥/ ٥١).
(٣) الزُّنار: حزام للنصارى. "مختار الصحاح" (زنر).

<<  <  ج: ص:  >  >>