للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجذع فعبر بعضهم عن الابتداء وبعضهم عن الانتهاء.

وفيه دلالة ظاهرة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعظم قدره، وفي نزوله ومبادرته إلى تسكين السارية دلالة على حسن خلقه ورأفته، ورجاء للأمة في قيامه بأمرهم وشفاعته لهم إذا عظمت الأهوال في القيامة.

وقوله: "كان يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشًا وكان يخطب إلى ذلك الجذع" معناه: أنه كان يصلي مستقبلًا لذلك الجذع ويخطب مستدبرًا، ومعنى كونه عريشًا كونه مظللًا بجريد ونحوه غير مسقف.

وفي القصة دلالة على جواز الاستناد للخطبة؛ لأنه قال: "كان إذا خطب استسند إلى جذع نخلة" وكذا الحكم في الصلاة لا بأس بالاستناد بعد حصول الانتصاب على وجه ظاهر للأصحاب، وعلى أنه ينبغي للخطيب أن يخطب على المنبر ولو خطب على الأرض جاز، وعلى أنه إذا نزل عن المنبر وعاد لحاجة تدعو إليه فلا بأس، وأما أخذ أُبيّ الجذع وحفظه في البيت فلعل سببه خروجه عن أن ينتفع به جذعًا، وربما أثر فيه تصدعه وانشقاقه فكان أُبيّ -رضي الله عنه- يحفظه ويتذكر به الآية التي ظهرت فيه.

[الأصل]

[٢٧٨] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمَّد، حدثني جعفر بن محمَّد، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، وكانت لهم سوق يقال لها: البطحاء كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والغنم والسمن، فقدموا فخرج الناس إليهم وتركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان لهم لهو إذا تزوج أحدهم من الأنصار ضربوا بالكبر فعيرهم الله تعالى بذلك فقال: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْ وَا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (١).


(١) "المسند" ص ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>