للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأصل]

[١٤٦٦] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمَّد، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه؛ أن عليًّا قال في ابن ملجم بعدما ضربه: أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره، فإن عشت فأنا ولي دمي أعفو إن شئت وإن شئت استقدت، وإن مت فقتلتموه [فلا] (١) تمثلوا (٢).

[الشرح]

فيه الأمر بالإحسان إلى الأسير والمحبوس، والنهي عن المثلة.

وقوله: "فإن عشت فأنا ولي دمي" أي: أنا الذي ألي أمر نفسي.

وقوله: "وإن شئت استقدت" كأنه يعني من الجراحات فيما دون النفس كالمواضح، وقد روي أن ابن ملجم ضرب عليًّا على رأسه، ولفظ القود فيه مثل ما روي عن الشافعي أنه قال: "قتل ابن ملجم عليًّا متأولًا فأقيد به"، والتأول ما ذكر أن امرأة من الخوارج كان قد قتل أبوها في قتال علي مع الخوارج فوكلت ابن ملجم بالاقتصاص وهما يزعمان أن عليه قصاصًا (٣)، واحتج الشافعي به على أن الذين يخالفون الإِمام بتأويل وليست لهم


(١) في "الأصل": ولا. والمثبت من "المسند".
(٢) "المسند" ص (٣١٣).
(٣) قال الحافظ في "التلخيص" (٤/ ٤٤ - ٤٥) معلقًا على كلام الإِمام الرافعي: وأما ما ذكره من أمر ابن ملجم في تأويله فهو كما قال، وأما قصة قتله لعلي وسببها فقد رواها الحاكم بإسناد فيه انقطاع وهي مشهورة بين أهل التاريخ، وأما ما ذكره في قصة قطام (وهي المرأة من الخوارج التي قتل أبوها) فظاهره مخالف للواقع لأن المحفوظ أنها شرطت ذلك عليه مهرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>