أن محمدًا رسول الله"، ثم قال لي: "ارجع فامدد من صوتك"، ثم قال: قل: "أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله أشهد أن محمدًا رسول الله، حيّ على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله"، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صُرّة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أمرَّها على وجهه، ثم أمرَّ بين ثدييه، ثم على كبده، حتى بلغت يده سرة أبي محذورة وقال: "بارك الله لك وبارك عليك".
فقلت: يا رسول الله مُرني بالتأذين بمكة.
فقال: "قد أمرتك به"، وذهب كل شيء كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كراهية وعاد ذلك كله محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقدمت على عتّاب بن أسيد عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذَّنت بالصلاة عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن جريج: وأخبرني ذلك من أدركت من آل أبي محذورة (١/ ق ٥٢ - ب) على نحو ما أخبر ابن محيريز.
قال الشافعي: وأدركت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يؤذن كما حكى ابن محيريز، وسمعته يحدث عن أبيه عن ابن محيريز عن أبي محذورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى ما حكى ابن جريج (١).
[الشرح]
عبد العزيز: هو ابن عبد الملك بن أبي محذورة القرشي المكي.