للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كالرمل كما قدمنا، يقال منه: خبَّ يخبُّ خبًّا وخببًا وخبيبًا.

وقوله: "ليس بينهن مشي" فيه ما يدل على أن الثلاثة الأولى تستوعب بالرمَل، وعن الشافعي قول: أنه يترك الرمَل في كل طوفة بين الركنين اليمانيين، والظاهر الأول.

قوله: "وسعى أبو بكر ... إلى آخره" أراد به الإسراع المذكور في الطواف بالبيت وبين الجبلين.

وقوله: "والخلفاء هلم جرًّا" لا يريد ممن بعدهم إلى الآن كما يقال: كان ذلك عام كذا وهلم جرًّا.

[الأصل]

[٦١٥] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: ليس على النساء سعي بالبيت ولا بين الصفا والمروة (١).

[الشرح]

عنى بالسعي الإسراع المذكور، ولا يستحب ذلك للنساء تسترًّا وتحرزًّا عن المصادمة، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها رأت نساءً يسعين بالبيت فقالت: أما لكُنَّ فينا أسوة، ليس عليكن سعي (٢).

وعن عطاء أنه سئل عن السعي للنساء فأنكره إنكارًا شديدًا.

وفي قول ابن عمر وعائشة: "ليس على النساء سعي" ما يدل على صحة القول بأن على الرجال سعيًا، وفيه تصحيح القول بأن على المكلف الإتيان بالسنة كما أن عليه الإتيان بالواجب.


(١) "المسند" ص (١٢٩).
(٢) رواه الشافعي في "الأم" (٢/ ١٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>