للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا معنى قوله: "والله على ذلك لأسعين كما سعى" أي: والله مع ذلك لأقتدين بسعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرمُلن كرمله.

وقوله: "استلم الركن ليسعى" يمكن أن يحمل على الاستلام المسنون في آخر الطواف ويحمل على السعي بين الصفا والمروة، ويمكن أن يحمل على الاستلام المسنون في أول الطواف ويحمل السعي على الرمل، وهو الأشبه والأوفق للمراد من السعي في الآثار المذكورة في الفصل.

وقول عطاء: "سعي في عُمره كلهن الأربع" أراد به ما اشتهر من اعتمار النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي "الصحيح" (١) عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك: كم من حجة حجها النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عُمَر: عمرته [التي (٢) صده] المشركون عن البيت، والعمرة الثانية حين صالحوه فرجع من العام المقبل، وعمرة من الجعرانة حين قسم غنائم حنين، وعمرة مع حجته.

وقوله: "إلا أنهم ردوه في الأولى الرابعة" كأنه سمَّاها أولى لتقدمها زمانًا، وهي رابعة إذا وقع العدّ من الطواف الأول، وكان قد خرج - صلى الله عليه وسلم - معتمرًا فلذلك تعد عمره أربعًا إلا أنه صدَّ عن الأولى فلم يأت بأعمالها فلذلك قال عطاء: سعى منها إلا أنهم ردّوه في (الأولى) (٣)، والمراد من السعي: الإسراع في الأشواط الثلاثة وبين الجبلين في موضعه.

وقوله: "رمَل من سبعة" يعني من الأشواط السبعة، والخبب


(١) رواه البخاري (١٧٧٨)، ومسلم (١٢٥٣/ ٢١٧)، والبيهقي (٤/ ٣٤٢) واللفظ له.
(٢) في الأصل: صدّ. والمثبت من "سنن البيهقي".
(٣) كذا في "الأصل" ولعل في العبارة سقطًا، يفهم من السياق تقديره: ثم استثنى منها إلا أنهم ... إلى آخره، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>