للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قعد، ويوضحه قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى قال: "قم فاركع" وعلى أنه يجوز تأخير الإتيان للجمعة إلى أن يشرع الخطيب في الخطبة وإلا لأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أنه لا بأس بالحث على الصدقة والسؤال للمحتاجين في الخطبة، وعلى أن ما يجتمع عنده يفرقه كما يراه، وعلى أن من رُئي بهيئة رثةٍ تحسن مواساته وإن لم يسأل، وعلى أن المحتاج لا يندب إلى البذل.

[الأصل]

[٢٧٥] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: كان ابن عمر يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب أن يتحول منه (١).

[الشرح]

الأثر مؤيد بما روي عن محمَّد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك" أخرجه أبو عيسى (٢) عن أبي سعيد الأشج، عن عبدة بن سليمان، عن ابن إسحاق.

واستحب الشافعي لذلك لمن نعس والإمام يخطب يوم الجمعة أن يقوم ويتحول إن وجد مجلسًا آخر ولم يتخط الرقاب؛ ليطرد النعاس ولا يفوته استماع الخطبة وتفهمها، وأيضًا فلئلا ينتهي الأمر إلى انتقاض


(١) "المسند" ص (٦٤).
(٢) "جامع الترمذي" (٥٢٦)، ورواه أيضًا أبو داود (١١١٩)، وابن خزيمة (١٨١٩)، وابن حبان (٢٧٩٢)، والحاكم (١/ ٤٢٨).
قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٨٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>