هذِه أحاديث معدودة وقعت في خلال فصول ومسائل من "الأم" احتاط الربيع لها لريبة عرضت له في سماعها من الشافعي، وكان يتحقق سماعها من أبي يعقوب البويطي فرواها عنه بسماعه من الشافعي، وبهذا تبين أن في "المسند" ما لم يروه الربيع عن الشافعي، وأن فيما اشتهر من روايته عن الشافعي تساهلًا والمراد المعظم.
والحديث من الطريق الثاني أخرجه مسلم في "الصحيح"(١) من الوجه الذي بيناه في دعاء الاستفتاح (١/ ق ٦٨ - أ) وهو حديث واحد فيه دعاء الاستفتاح والذكر في الركوع والاعتدال والسجود يروى بتمامه تارة وبفصل الجمل أخرى، واللفظ في "الصحيح": "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري وعظامي ومخي وعصبي" وليس فيه ما بعد ذلك.
وقوله:"لك ركعت ولك أسلمت" يشير إلى معنى الإخلاص.
وقوله:"وبك آمنت" يجوز أن يكون المراد منه: آمنت بك، ويجوز أن يكون المراد بتوفيقك آمنت بما يجب الإيمان به.
وقوله:"خشع لك سمعي وبصري" يمكن أن يراد به خشعت لك بجملتي أجزائي كالعظام والشعر، وصفاتي كالسمع والبصر، وبأصول أعضائي كالعظم والعصب، وبزوائدها كالشعر، وبالبادي مني وهو البشرة وبالباطن كالمخ والعظم.
وقوله:"وما استقلت به قدمي" يقال: استقلت السماء أي ارتفعت، ويقال: استقل بالشيء وأقله إذا طاقه؛ لأنه حمله ورفعه،