كتاب شرح مسند الشافعي

فضائل قريش - الأصل - ج: 3 - ص: 424

والحديث يدل على تقديم قريش للإمامة والإمارة.

وقد روى البخاري في "الصحيح" (١) عن أبي الوليد، ومسلم (٢) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، بروايتهما عن عاصم بن محمَّد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان".

وقوله: "إلا أن تعدلوا عنه ... إلى آخره" يوهم أنهم إذا عدلوا يفوض الأمر إلى غيرهم، ولكن روى أنس وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأئمة من قريش" (٣).

واتفق الجمهور على اشتراط النصب في الإمامة، فليحمل ذلك على نقل الأمر من شخص، وروى معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كتبه الله على وجهه ما أقاموا الدين" (٤).

[الأصل]

[١٣٣٢] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا يحيى بن سليم، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة الأنصاري، عن أبيه، عن جده رفاعة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى: "أيها الناس إن قريشًا أهل أمانة، من بغاها العواثر أكبّه الله لمنخريه" يقولها ثلاث مرات (٥).

---

(١) "صحيح البخاري" (٣٥٠١).
(٢) "صحيح مسلم" (١٨٢٠).
(٣) رواه النسائي في "الكبرى" (٥٩٤٢) عن أنس.
وصحح الحديث الألباني في "الإرواء" (٢/ ٢٩٨).
(٤) رواه البخاري (٣٥٠١).
(٥) "المسند" ص (٢٧٩).