للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث عبيد الله عن ابن عباس استلام الركن بالمحجن، والمِحْجَنُ: عود معقَّف الرأس يحرك الراكب به راحلته ويتناول الشيء ويجره إلى نفسه، يقال: حَجَنْتُ الشيء واحْتَجنته إذا جذبته وضممته إلى نفسك، فيستحب للراكب أن يضع ما في يده على الحجر إذا انتهى إليه في كل طوفة، أو يشير به ثم يقبل الذي في يده.

وقول عطاء وقد سئل: لم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - في طوافه وسعيه: "لا أدري" كأنه صدر عن توقف منه في أن ركوبه كان لمرض أو للزحمة على ما بيَّناه، وقد يستدل بقوله: "ثم نزل فصلى ركعتين" على وجوب ركعتي الطواف؛ لأنه لولا الوجوب لأشبه أن يصليهما على الراحلة، وكأن علته أن الزحمة عند السير أشق من الزحمة في وقت المكث والإقامة؛ لما في السَّير من تواصل الحركات وتصادم السائرين، فلعله لذلك ركب في الطواف ونزل في حالة السكون والإقامة ليؤدي الركعتين على الوجه الأفضل.

ولا يخفى عليك إذا تأملت في ألفاظ الفصل أن السعي بين الصفا والمروة يسمَّى طوافًا بينهما وقد ورد به القرآن، قال الله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (١).

[الأصل]

[٦٠٩] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه أن يهجِّروا بالإفاضة، وأفاض في نسائه ليلًا على راحلته يستلم الركن بمحجنه -أحسبه قال: ويقبل طرف المحجن (٢).


(١) البقرة: ١٥٨.
(٢) "المسند" ص (١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>