أعتقهم عند الموت، ويجوز أن يريد به أوصى بأن يعتقوا، وكان فيهم أمة نوبية قد صلت وصامت، وذكر الصلاة والصيام يحتمل أن يراد به عنهما ويكون المقصود من يواظب عليها، ويحتمل أن يكنى بهما عن الإِسلام وقبول الأحكام، وكانت الأمة المذكورة أعجمية لا فقه عندها ولا علم بالأحكام فزنت عن جهل منها وحبلت من الزنا، ولما سئلت قالت:"نعم من مرعوش" أي: حبلت منه.
وقوله:"فلم ترعه إلا بحبلها" أي لم ترع يحيى بن حاطب.
وقوله:"فإذا هي تستهل بذلك لا تبالي به ولا تكتمه" يقال: استهل المولود، أي: رفع صوته، وسمي الهلال هلالًا لأنه يرفع الصوت إذا رؤي.
وقوله:"وصادف علي وعثمان وعبد الرحمن" أي صادفوا عمر -رضي الله عنهم-، وفي بعض النسخ:"وصادف عليًّا وعثمان وعبد الرحمن" أي صادفهم عمر، ولما شاورهم لم يجبه عثمان، واضطجاعه بعد الجلوس يمكن أن يكون لمرض أو إعياء، ويمكن أن يكون قصد تقية التورع عن الجواب فقد كانوا يكِلون الفتيا إلى غيرهم.
وقوله:"وقع عليه الحد" أي على هذا الأمر أو نحوه، ويروى:"وقع عليها الحد" أي على الأمة.
وفي الأثر أن عثمان -رضي الله عنه- رأى درء الرجم عنها لشبهة الجهل ووافقه عمر رضي الله عنهما، قال الحافظ أبو بكر البيهقي: وكأنه لما درأ عنها الرجم رأى الحد هنا حد الإنكار تعزيرًا فجلدها وغربها، وفي هذا إشكالان:
أحدهما: الكلام في أن التعزير حينئذ يجوز أن يبلغ حد الحد.