للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متروك للأحاديث [المذكورة] (١) بعده، قال الشافعي: والنفس على حديث الأكثر أطيب؛ لأنهم أشبه أن يحفظوا من (الأول) (٢) وكان عثمان بن عفان وعبادة أسن وأقدم صحبة من أسامة، وكان أبو هريرة وأبو سعيد أكثر حفظًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما علمنا من أسامة (٣).

ويروى عن أبي الجوزاء؛ أن رجلًا أتى ابن عباس يسأله عن درهم بدرهمين، فصاح ابن عباس وقال: إن هذا يأمرني أن أطعمه الربا، فقال ناس حوله: إنا كنا لنعمل هذا بفتياك. فقال ابن عباس: قد كنت أفتي بذلك حتى حدثني أبو سعيد وابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه؛ فأنا أنهاكم عنه (٤).

ووراء هذا الحديث أسامة (٥) من التنزيل والتأويل ما قدمته، وقد يبحث في حديث عبادة فيقال: لم قال: "ولكن بيعوا الذهب بالورق والورق بالذهب، والبر بالشعير والشعير بالبر ... إلى آخره" والمقصود الترخيص في المقابلة عند اختلاف الجنس، وإذا قوبل الذهب بالفضة فقد قوبلت الفضة بالذهب، وكذا في سائر المقابلات فهلا اكتفى بذكر أحد الطرفين عن الآخر؟


(١) تحرف في "الأصل" إلى: التي كورة.
(٢) "اختلاف الحديث" ص (٢٠٤)، وتمام كلامه: فأخذنا بهذه الأحاديث التي توافق حديث عبادة وكانت حجتنا في أخذنا بها، وتركنا حديث أسامة بن زيد إذا كان ظاهره يخالفها قول من قال: إن النفس على حديث الأكثر ... أهـ.
(٣) في "اختلاف الحديث": الأقل.
(٤) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٩٩)، والبيهقي (٥/ ٢٨٢).
وأخرج الحاكم عنه أنه قال قبل موته بثلاث: "اللهم إني أتوب إليك مما كنت أفتي الناس في الصرف" وقال: هو من أجلّ مناقب ابن عباس.
(٥) كذا! وهو يقصد: حديث أسامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>