للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الدية، ولا يتبع ما في الناس من الخصال والمعاني، فإن النظر فيها يطول ولا ينضبط، وما روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يفاوت بينهما، فيجعل في الإبهام خمس عشرة، وفي السبابة والوسطى عشرًا عشرًا، وفي البنصر تسعًا، وفي الخنصر ستًّا؛ فعن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قضى بذلك لما رأى فيها من التفاوت إلى أن وجد الكتاب عند آل عمرو بن حزم فأخذ بما فيه (١).

وروي أن ابن عباس كان يقول في الأصابع عشر عشر، فأرسل مروان إليه قال: أتفتي في الأصابع بهذا وقد بلغك عن عمر ما بلغك! فقال ابن عباس: رحم الله عمر، قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق أن يتبع من قول عمر (٢).

وحديث أبي موسى لم [يسق] (٣) الشافعي إسناده في هذا الموضع، ورواه المزني (٤) عن الشافعي عن إسماعيل عن غالب التمار عن مسروق بن أوس عن أبي موسى الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك


(١) رواه عبد الرزاق (٩/ ٣٨٤) عن الثوري عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، عنه، وفيه: حتى وجدنا كتابًا عند آل حزم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الأصابع كلها سواء فأخذ به.
قال ابن كثير في "تحفة الطالب" ص (٢٢٩): والإمام الشافعي رحمه الله نقل هذا عن عمر إلا أنه لم ينقل أنه رجع عنه، ففي "الرسالة" أنه قال: ولم يقبلوا كتاب آل ابن حزم حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... إلى أن قال: ولو بلغ هذا عمر لصار إليه كما صار إلى غيره مما بلغه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتقواه الله.
(٢) رواه البيهقي (٨/ ٩٣).
(٣) في "الأصل": يسبق. والمثبت من "الصواب".
(٤) "السنن المأثورة" (٦١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>