للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذات مطر أو ذات ريح ألا صلوا في الرحال" (١).

والرحال جمع رحل: وهو المنزل والمسكن، والرحل أيضًا: مركب من مراكب الرجال، وقد يسمى ما يستصحبه الإنسان في سفره من الأثاث رحلًا، وربما سبق إلى الظن لذلك أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤذن أن يقول: ألا صلوا في الرحال كان في الأسفار، ويؤيده ما ذكرنا في رواية عبيد الله بن عمر أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر المؤذن في السفر، لكن في رواية محمَّد ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر "أنه كان ينادي منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك بالمدينة في الليلة المطيرة" (٢) والحكم في ذلك لا يختلف.

واعلم أنه يتعلق بالحديث شيئان:

أحدهما: أن المطر والريح عذر في ترك الجماعة، وهذا يأتي في موضعه.

والثاني: روى الشافعي هذا الحديث في "الأم" في باب ترجمه بـ "الكلام في الأذان" ثم قال: وأحب للإمام أن يأمر بهذا إذا فرغ المؤذن من أذانه، وإن قاله في أذانه فلا (١/ ق٥٨ - أ) بأس (٣).

وليس في حديث ابن عمر بيان أنه متى ينادي المنادي بهذِه الكلمة أفي خلال الأذان أو بعده، لكن الشافعي عرف من سائر الروايات أنه لا بأس بإدخالها في الأذان، وفي "الصحيح" (٤) عن عبد الله بن الحارث قال: خطبنا ابن عباس في يوم ذي رزغ (٥)، فلما بلغ المؤذن حي على


(١) أخرجه مسلم (٦٩٧/ ٢٣).
(٢) أخرجه البيهقي (٣/ ٧١).
(٣) "الأم" (١/ ٨٨).
(٤) "صحيح البخاري" (٦٨٨)، و"صحيح مسلم" (٦٩٩/ ٢٦ - ٣٠).
(٥) قال ابن حجر في "الفتح": يوم ذي رزغ بفتح الراء وسكون الزاي بعدها غين معجمة كذا للأكثر هنا ولابن السكن والكشميهني وأبي الوقت بالدال المهملة بدل الزاي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>