وقوله:"ببسم الله" أدخلت الباء على الباء؛ لأن الباء الأولى متصلة بالاسم مقترنة به على كثرة الاستعمال في ابتداء كل أمر ذي بال، فنزلت لشدة الملازمة منزلة الحرف من الكلمة وأدخلت عليها الباء الخافضة، وهذا كإدخال (١/ ق ٦٥ - ب) اللام على اللام في قول من قال:
فلا والله لا يُلفى لما بي ... ولا للماء بهم أبدًا دواء
وأما قصة معاوية (١) فقوله: "فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم" يريد أنه جهر بها، وقوله في مقابلته: ولم يقرأ بها للسورة يشبه أن يريد ولم يجهر بها، ويدل عليه قوله من بعد:"ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان" ولولا أنه جهر لما اطلعوا على الحال سيما من كان بعيدًا منه، وفي القصة دلالة على أن الجهر بالتسمية للفاتحة والسُّورة بعدها مسنون عند الجهر بالقراءة، وفي توافقهم على الاعتراض ما يشعر بأنهم كانوا كالمجمعين عليه.
وقوله:"فلما صلى بعد ذلك" وقوله في الرواية الأخرى: "فصلى بهم صلاة أخرى" يحتمل أن يريد أنه أعاد الصلاة التي صلاها، ويحتمل أن يريد الصلاة التالية للتي أداها.
وقوله:"فقال ذلك فيها الذي عابوا عليه" أي: عابوه عليه، وذلك بيان لقوله: فقال ذلك فيها كأنه قال أي الذي عابوه عليه.
وقول الشافعي:"وأحسب هذا الإسناد أحفظ من الإسناد الأول" أشار به إلى ما فيهما من التفاوت، فإن في الإسناد الأول رواية ابن خثيم عن أبي بكر بن حفص عن أنس، وفي الثاني رواية ابن خثيم عن