للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال - صلى الله عليه وسلم -: قولوا: "اللهم صل على محمَّد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمَّد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" (١) فأقام الأزواج والذرية مقام الآل في سائر الروايات، وأيضًا فإنهما مقابلان بآل إبراهيم فأشبه أن يكون الآل في معناهما.

وذكر الإِمام الحليمي في "المنهاج" أن الصلاة التعظيم (١/ ق ٧٧ - ب) وصلاتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء له بذلك، فإذا قلنا: اللهم صل على محمَّد فإنا نريد: اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإدامة شريعته، وفي الأخرى بتشفيعه في أمته وإجزال أجره، وهذِه الأمور وإن كان الله قد وعده بها فلكل واحد منها درجات ومراتب، فإذا صلى عليه واحد من أمته واستجيب دعاؤه زيد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيهما، قال: وقولنا: وبارك على محمَّد أي أدم ذكره وشريعته وكثر أتباعه وأشياعه، وأصل البركة الدوام من قولهم: برك البعير إذا أنيخ في موضع يلزمه وقد يراد بها النماء والزيادة؛ لأن بركة النبي توجب نماء (...) (٢)، وذكر أنه لو قال حين يقول في التشهد: سلام عليك أيها النبي الصلاة والسلام عليك أيها النبي أغناه ذلك عن تجديد الصلاة بعد التشهد، وأنه لو أخر السلام عليه إلى الصلاة عليه فقال: اللهم صلّ وسلم علي محمَّد أغناه ذلك عن السلام في التشهد، وهذا يتعلق بأصلين:

أحدهما: اعتبار المعنى في التشهد.

والثاني: أنه لا يشترط الترتيب في جمل التشهد.


(١) سبق تخريجه قريبًا.
(٢) لحق غير واضح بمقدار كلمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>