وقال ابن السبكي: وكان - رحمه الله - ورعًا زاهدًا تقيًّا طاهر الذيل مراقبًا لله، له السيرة الرضية المرضية، والطريقة الزكية، والكرامات الباهرة.
وقال أبو عبد الله مُحَمَّد بن محمَّد الإسفراييني: هو شيخنا، إمام الدين، وناصر السنة. كان أوحد عصره في العلوم الدينية، أصولا وفروعًا، مجتهد زمانه في المذهب، فريد وقته في التفسير، كان له مجلس بقزوين للتفسير ولتسميع الحديث.
وقال الإسنوي في "طبقاته": صاحب "شرح الوجيز" الذي لم يُصنف في المذهب مثله، تفقه على والده وعلى غيره، وكان إمامًا في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وغيرها. طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في المنقولات، ولا يطلق نقلا عن أحد غالبًا إلا إذا رآه في كلامه، فإن لم يقف عليه فيه عبَّر بقوله: وعن فلان كذا، شديد الاحتراز أيضًا في مراتب الترجيح.
وقال ابن قاضي شهبة: صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذِه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدمه.
وقال ابن العماد: انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان مع براعته في العلم صالحًا زاهدًا ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع.
سادسًا: مذهبه وعقيدته:
الإِمام الرافعي - رحمه الله - شافعي الفروع، أشعري الأصول، والإمام الأشعري كان له قولان في صفات الله عَزَّ وَجَلَّ: