وقوله:"جنتان أو جبتان" إشارة إلى اختلاف الرواة في الكلمتين؛ وحكى البخاريّ في "الصحيح" رواية ابن طاوس عن أبيه بالباء، وكذا رواية أبي الزناد، وكذا حكاه عن الحسن بن مسلم عن طاوس وذكر أن حنظلة رواه عن طاوس بالنون، وكذلك رواه الليث عن جعفر عن ابن هرمز -وهو الأعرج- عن أبي هريرة، والنون أكثر وأصوب، وفي بعض الروايات "جنتان من حديد" والجنة: الدرع، وما يستر الشيء فهو جنة، والجبة: ما قطع من الثياب مشمرًا.
وقوله:"من لدن ثدييهما" كذلك هو في بعض الروايات، وفي بعض الروايات:"ثُديهما" وهو جمع ثَدي، كَحَلْي وَحُلِيّ، وقد يقرآن:"ثديهما" على الواحد، ويروى:"من لدن يديهما" ويستحسنه مستحسنون واستشهدوا له بما في رواية أبي أيوب الغيلاني في "صحيح مسلم": "قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما".
وقوله:"سبغت ... أو مرَّت" كأنه من اختلاف الرواة أو من تردد بعض الرواة في اللفظين.
وقوله:"تجن بنانه" أي: تستر وتغطي، يقال: جنَّ عليه الليل وجنَّه وأجنَّهُ إذا أظلم عليه فستره، وفي بعض روايات البخاريّ:"حتى تخفي بنانه" والمشهور الأول.
وهذا مثل ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - للمنفق والبخيل، وأوضحه الإِمام الخطابي رحمه الله فقال: الدرع أول ما يلبس يقع على موضع الصدر والثديين إلى أن يسلك لابسها يده في الكمين ويرسل ذيلها على أسفل بدنه، يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - المنفق بالسليم المطلق اليد يلبس الدرع ويدخل