للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دخل مكة فرأى البيت رفع يديه وكبر وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزد من حجّه أو اعتمره تكريمًا وتشريفًا وتعظيمًا وبرًّا" (١).

والثاني المروي عن مقسم فيه انقطاع أيضًا فإن ابن جريج لم يسمعه من مقسم فرواه بمعناه شعيب بن إسحاق عن مقسم، ورواه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، وعن نافع عن ابن عمر مرة موقوفًا عليهما ومرة مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون ذكر الميت.

وقوله: "ترفع الأيدي في الصلاة" يريد المواضع التي يسن فيها رفع اليد.

وقوله: "وبجمع" يعني: المزدلفة، ثم قد يوجد في الروايات: "وبجمع عند الجمرتين" والصواب "وبجمع وعند الجمرتين" بإدخال الواو بينهما، وكذلك هو في "الأم" (٢) والمراد: الجمرتان اللتان يقف إذا رمي إليهما، ويدعو دون الثالثة التي إذا رمى إليها انصرف ولم يقف.

وقوله: "وعلى الميت" أي في الصلاة عليه، وقد قال برفع اليدين عند رؤية البيت جماعة منهم: ابن عمر، وابن عباس، وكرهه جماعة لما روي عن جابر رضي الله عنه وقد سئل عن الرجل يرى البيت فيرفع يديه: "قد حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نكن نفعله" (٣).

قال الأئمة: والمثبت أولى بالاتباع من النافي، ويؤكد الرفع ما سبق من رواية مكحول، ويؤكد حديثه أيضًا الذكر المأثور عن سعيد بن


(١) رواه البيهقي (٥/ ٧٣).
(٢) "الأم" (٢/ ١٦٩).
(٣) رواه أبو داود (١٨٧٠)، والترمذي (٨٥٥)، والنسائي (٥/ ٢١٢).
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>