للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عن ابن عباس قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد على الحجر" (١). ولا يتأتى السجود على الحجر كما هو تمام السجود وهو مركّب في موضعه، فكأن المراد وضع الجبهة والخدّ عليه، وقد ورد وضع الخدّ على الركن اليماني في بعض الروايات وحمل ذلك على الأسود لأنهما جميعًا يسميان يمانيين.

واستلام الحجر في الطواف محبوب وبه يفتتح، ففي "الصحيحين" (٢) عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يقدم مكة يستلم الركن الأسود أول ما يطوف يخب (٣) ثلاثة أطواف من السبع.

وفي قصة إسلام أبي ذر: كنت بين الكعبة وأستارها فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت سبعًا، وصلى خلف المقام ركعتين (٤).

والاستلام افتعال من السلام وهو التحية كأنه تحيته (٥) بذلك، ويذكر أن أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا؛ لأن الناس يحيونه، وقيل: هو افتعال من السِّلام -بكسر السين- وهي الحجارة، والمراد:


(١) رواه البيهقي (٥/ ٧٥) من طريق ابن يمان، عن سفيان، عن ابن أبي حسين عنه.
وقال: لم يروه عن سفيان إلا ابن يمان.
قال الحافظ في "التقريب" (٧٦٧٩): يحيى بن يمان صدوق عابد يخطيء كثيرًا وقد تغير.
وصحح الألباني رحمه الله السجود على الحجر الأسود مرفوعًا وموقوفًا والله أعلم.
(٢) "صحيح البخاري" (١٦٠٣)، و"صحيح مسلم" (١٢٦١/ ٢٣٢).
(٣) قال النووي في "شرح مسلم": خب هو الرمل -بفتح الراء والميم، فالرمل والخبب بمعنى واحد وهو إسراع المشي مع تقارب الخطا ولا يثب وثبًا.
(٤) رواها مسلم (٢٤٧٣).
(٥) كذا في الأصل والأليق: يُحييه.

<<  <  ج: ص:  >  >>