للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"مفاعلتن مفاعلتن"- ٢، ويجوز الجمع بين تفعيلات هذين النوعين هكذا: "مفاعلتن مفاعيلن"-٢ - أو نحو من ذلك. والنوع الثاني يسميه العروضيون مجزوء الوافر, والهزج فيما أرى ضرب من هذا الوافر المجزوء ليس ببحر قائم بذاته، ودليل ذلك أن العروضيين يجيزون "العصب" في مجزوء الوافر وهو تصيير "مُفاعَلَتُنْ" إلى "مُفاعَلْتُنْ" بإسكان اللام، وهذه تساوي: "مفاعيلن".

ومثال الهزج من الكلمات "بهاريج صهاريج". و"صياريف دنانير" و"مجادلة محاربة مناصرة مخاذلة" وهكذا نحو:

مجادلة مجاديل ... فوانيس طرابيش

تهاويل محاولة ... تصاوير تهاميم

وهاك مثاله من العبث القديم، قول بشار:

ربابة ربة البيت ... تمج الخل في الزيت

لها عشر دجاجات ... وديك حسن الصوت

هذا، ومما يدلك على أن العرب لم تكن تميز بين ما يسميه العروضيون الوافر المجزوء، وما يسمونه الهزج قول الآخر (١):

لمن نار بأعلى الخيـ ... ـف دون البئر ما تخبو

إذا ما أخمدت ألقي ... عليها المندل الرطب

أرقت لذكر موقعها ... فحن لذكرها القلب

فهذا تقطيعه:

مفاعيلن ×٤


(١) الأغاني ٣١٧: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>