للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد أقر الطبيب منك بعجز ... وتقضي تردد العواد

وانتهى اليأس منك واستشعر الوجـ ... ـد بأن لا معاد حتى المعاد

هجد الساهرون حولك للتمريض ويح لا عين الهجاد

أنت من أسرة مضوا غير مغرو ... رين من عيشة بذات ضماد

لا يغيركم الصعيد وكونوا ... فيه مثل السيوف في الأغماد

فعزيز علي خلط الليالي ... رم أقدامكم برم الهوادي

كنت خل الصبا فلما أراد الـ ... ـبين وافقت رأيه في المراد (١)

ورأيت الوفاء للصاحب الأو ... ل من شيمة الكريم الجواد

وخلعت الشباب غضا فياليـ ... ـتك أبليته مع الأنداد

فاذهبا خير ذاهبين حقيقيـ ... ـن بسقيا روائح وغواد

ومراث لو أنهن دموع ... لمحون السطور في الإنشاد

هذا، وليس على الدال من هذا الوزن والروي شيء يذكر بعد كلمة أبي العلاء هذه، وكأنه استفند بها جميع ما يمكن قوله في هذا القرى فلا يستطيع أحد أن يسلكه من بعده.

[ضاديات الخفيف]

الضاد من القوافي النفر كما قدمنا، ولا أعلم شيئًا جاء عليها في بحر الخفيف في متقدم الشعر الجاهلي إلا أن يكون أبياتا، وقد جاءت في بحر الطويل في كلمة امريء القيس:


(١) هنا ينظر أبو العلاء إلى قول ابن مناذر:
حين تمت أدابه وتردى ... برداء من الشباب جديد
إلا أن أبا العلاء ولد المعنى وافتن فيه ودق جدا لا سيما في قوله: "فلما أراد البين وافقت رأيه في المراد".

<<  <  ج: ص:  >  >>