للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو إقواء النابغة وبشر والحرث، الذي جمعوا فيه بين روي مكسور وآخر مضموم.

وهل الضمة والكسرة إلا فرع من الواو والياء؟

[لزوم ما لا يلزم]

يطلق هذا الاصطلاح على القيود التي يلتزمها بعض الشعراء، من دون أن تكون الصناعة ملزمة لهم بذلك، وأهم هذه القيود التطوعية أن يلتزم الشاعر قافيتين، كما فعل المعري في اللزوميات وبعض الدرعيات. وهذا النوع من الالتزام لما لا يلزم قديم، جاء بعضه في الشعر الجاهلي، وأكثر منه يزيد بن ضبة (١) من شعراء الإسلام، وكثير عزة. وقد أكثر منه الشعراء جدًا فيما بعد المعري، لا سيما في المغرب، ويظهر أن عمر الخيام كان يلتزمه في شعره العربي، فقد رووا له:

إذا رضيت تفي بميسور بلغةٍ ... يحصلها بالكد كفي وساعدي

أمنت تصاريف الحوادث كلها ... فكن يا زماني موعدي أو مواعدي

أليس قضا الأفلاك في دورها بأن ... تعيد إلى نحسٍ جميع المساعد

فيا نفس صبرًا في مقيلك إنما ... تخر ذراه بانقضاض القواعد (٢)

ولزوم ما لا يلزم قيد ثقيل للغاية، وقل أن تتيسر معه الإجادة، إلا ما كان من أمر كثير والمعري في بعض لزومياته.

[القوافي المقيدة]

وهي ما يكون حرف الروي فيه ساكنًا. مثل:


(١) شاعر الوليد بن يزيد، انظر ترجمته في أغاني الدار: ٧ - ٩٥.
(٢) تاريخ الحكماء لابن القفطي (أوربا)، ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>