ويبدوا أنه قد بقي شيء بعد هذا كله للطفيلين والخدم وسائسي الخيل والعبيد والمتصعلكة والرقعاء:
ثم جاء المعقبون من السا ... سة والشاكري والعبدان
فرأيت الصراع والدفع واللطـ ... ـم وخرم الانوف والآذان
ولا يفوتني هنا أن أنبه على مكان المعقبين بمعنى المعتقبين في البيت الأول من هذين البيتين فهو أسلوب قرآني. وأحسب الواساني أراد أن يشير إلى الآية الكريمة من سورة التوبة:"وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم". هذا ثم يقول:
ثم لما أتوا على كل شيء ... ختموا محنتي بكسر الأواني
ولم يكتفوا بكسر الأواني، فقد صادوا العصافير والطيور، ثم شربوا عشرين ظرفًا من الراح حتى سكروا، ثم أخذوا في العربدة. وهنا يقول الشاعر:
طالبوني بالشيء في آخر الليـ ... ـل وجمع النساء والمردان
قم فأسرع فبعضنا يطلب المر ... د وبعض مستهتر بالغواني
فتوهمته مزاحا فجدوا ... قلت هذا ضرب من الهذيان
وهكذا يمضي الواساني في الاستقصاء على هذا الأسلوب الظريف اللاذع المتهكم، مستعينا بضروب من التكرار التفصيلي: من ملفوظ وملحوظ وأسلوب كلامي، وبغير التكرار التفصيلي من أنواع البديع. والقصيدة نادرة في بابها، آية من آيات الشعر الخفيف العابث.
[خاتمة عن التكرار]
وبعد إذ فصلنا الحديث فينا سبق عن أنواع التكرار الثلاثة بفروعها المختلفة، فلا بأس من التنبيه هنا على أن جميع هذه الأنواع متداخلة، وعلى أن الشاعر لا يفرد