للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بنو ستاجيا" الصحراء. وهذا أمر سنفيض فيه بابٍ آخر إن شاء الله. ونكتفي هنا بضرب مثل واحدٍ من شعر زهير، قال يشبه ناقته بحمار الوحش، ويصف الحمار:

أذلك أم شتيم الوجه جأب ... عليه من عقيقته عفاء (١)

تربع صارةً حتى إذا ما ... فنى الدجحلان عنه والإضاء (٢)

ترفع للقنان وكل فج ... طباه الرعي منه والخلاء (٣)

فأوردها حياض صنيبعاتٍ ... فألفاهن ليس بهن ماء (٤)

فشج بها إلا ماعز فهي تهوي ... هوي الدلو أسلمها الرشاء (٥)

كأن سحيلة في كل فجرٍ ... على أحساء يثمودٍ دعاء (٦)

فهنا ترى تكرار المواضع واضحا. وأمثال هذا كثير في الشعر القديم.

[التكرار الصوري في المدح والفخر]

قد يسلك الشاعر في المدح والفخر مسلك الخطابة، وذلك بتعداد الصفات


(١) مختارات الشعر الجاهلي ٣٠٧ - يقول: أذلك الظليم -ومر ذكره في أبيات سابقة- يشبه ناقتي أم حمار شتيم الوجد جاب: أي غليظ العنق، لا يزال عليه عفاء من عقيقته: أي شعره الذي ولد به، والعفاء صغار الشعر بكسر العين.
(٢) تربع: رعى الربيع. صار: موضع الدحلان: جمع دحل، وهي الحفرة التي يكون فيها الماء. والإضاءة: جمع اضاة وهي الغدير
(٣) ترفع: سار مرتفعًا كل فج: برفع كل: مبتدأ، وطباه: خبرها، وطبى يطبي ويطبو بمعنى: دعا. وإذا جررت الكل فعلى العطف على القنان، وليس بجيد والخلاء: العشب.
(٤) صنيبعات: موضع.
(٥) الأماعز: جمع أمعز، وهو الطلب من الرض، وشج: بمعنى ضرب: أي سار بها يضرب الأرض بحوافره، والضمير يعود على الآتن التي مع الحمار. والرشاء: هو الحبل.
(٦) يمثود: موضع بديار غطفان، والأحساء: جمع حسى، بكسر الحاءك وهو الغدير. والسحيل: صوت الحمار الذي يخرج من جوفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>