للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من لذة العيش والفتى ... للدهر والدهر ذون فنون

والعسر كاليسر والغنى ... كالعدم والحي للمنون

أهلكن طسما وبعده ... غذي بهم وذا جدون (١)

وأهل جأش ومأرب ... وحي لقمان والتقون (٢)

أشهد أن هذا الكلام عذب شجي مطرب مرقص. قاتله الله! أنظر كيف جمع لك ملذات الدنيا الحسية كلها في إيجاز، ثم اتبع ذلك كله بالسؤال الأبدي الخالد: ما قيمة هذا كله ما دام الموت بالمرصاد؟

[الهزج (٩)]

وزن هذا البحر عند العروضينن: "مفاعلين مفاعلين مفاعيلن" هذا بيت منه (٣). وعندي أن وزنه يجيء على نوعين: إما "مفاعيلن مفاعيلن"-٢، وإما


(١) غذي بهم: أحد ملوك حمير كان يغذي بالبهم والجداء. والعرب كانت تفضلها على غيرها من اللحوم وروى عن عبد الملك بن مروان أنه كان يفضل العماريس. أي الحملان: وذو جدون: من ملوك حمير.
(٢) جأش: موضع باليمن. وحي لقمان: عاد. والتقون، جمع تقن بكسر التاء: رجل من عاد.
(٣) العروضيون يعدون هذا مجزوءًا من الهزج، والهزج التام عندهم مفاعيلن ست مرات، وهذا مجرد فرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>