سكت. ولهم مذاهب في ذلك فليرجع إليها في النشر والشاطبية وسواهما من كتب القراءة والأداء».
وأحيل القارئ أيضًا إلى كتاب مرآة الإسلام للدكتور طه حسين فإن فيه بحثًا جيدًا مبسوطًا في هذا المعنى. وإنما نحونا ههنا إلى مجرد التمثيل والتقريب. ولم نرد إلى الاستقصاء.
[أثر القرآن على البلغاء]
هذا، ولقد حازت العرب في أمر القرآن، فذكر بعضهم أنه شعر وأنه كهانة. إلا أن الله عز وجل قد أكذبهم فيما زعموه. وكذلك أكذبهم علماؤهم وحذاقهم، كالذي رواه ابن إسحق في السيرة حيث قال (١): «ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش. وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم. فقال لهم يا معشر قريش، قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا. فأجمعوا فيه رأيً واحدًا. ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ويرد قولكم بعضه بعضًا. قالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيًا نقل به. قال بل أنتم فقولوا أسمع. قالوا نقول: كاهن قال لا والله ما هو بكاهن. لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه. قالوا فنقول مجنون. قال: ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه. فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قالوا فنقول شاعر. قال ما هو بشاعر. لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر. قالوا فنقول ساحر، قال: ما هو بساحر. لقد رأينا السحار وسحرهم. فما هو بنفثهم ولا عقدهم. قالوا فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله