للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالوزن هنا مستقيم، ولو قال: «سهوب بلادٍ» لكان أشد استقامة، ولكن قوله «سهوب البلاد» أحلى وأوقع. ومثله قوله (١):

تشق عليه الريح كل عشيةٍ ... جيوب السحاب بين بكرٍ وأيم

فهذا يكون أشد استقامة إن قلت: «جيوب سحاب»، ولكنه كما جاء أسمح وأوقع.

وقد اتبع المعري سبيل البحتري قليلاً كما في قوله (٢):

غدت معقل الزراد قبل مزرّدٍ ... وغارته وقبل غارة سنجال

والغالب على المحدثين المحافظة على عمود الوزن، وتجنب الزحاف. وقل أن تجده عند المتنبي، وأما أبو تمام فالغالب عليه تركه، ولكنه يُغرب حين يجيء به، كما في قوله (٣):

يقول فيسمع ويمشي فيسرع ... ويضرب في ذات الإله فيوجع

[وزن البسيط]

البسيط من الرجز في سنخ وزنه، وله نوعان: النوع الأول كما في كلمة النابغة الدالية:

يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد

والنوع الثاني كما في كلمته الرائية:


(١) نفسه ٢: ٢٥٥.
(٢) سقط الزند ٢: ٢٣٧.
(٣) ديوانه: ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>