وعنصر الجمال في الكل والتفصيل، مرئيًا كان موضوعًا أو مسموعًا، يدور على الانسجام. فما الانسجام؟
[حقيقة الانسجام]
الكل هو كالشكل، والتفصيل هو كالصبغة، والانسجام يقع في الكل وفي التفصيل وبين الاثنين معًا، وبذلك يتم الجمال. أما الانسجام في الشكل، وخير لنا هنا أن نستعمل المرئيات، لأن التعبير عنها أوضح- فيتجلى في أمرين: وحدة الشكل في مجموعه، واختلافه في تفصيلاته. خذ مثلا "مسجدًا"، وحدته تتجلي في كله معًا.
واختلاف تفصيلاته يتجلى في أن الطول منه غير العرض، والباب غير الشباك، والمئذنة غير السقف ومن الباب والشباك والمئذنة والطول والعرض، ومن كون هذه جميعًا منضوية تحت وحدة، يتكون شكل الجامع. فالذي يلائم بين هذه الأجزاء المتباينة، حتى إنك تراها متباينة، ثم في نفس الوقت تراها منضوية تحت وحدة واحدة، هو الانسجام.
والتفصيل فرع من الشكل، وهو لون الشكل وصبغته، مثل كون الجامع مبنيًا من آجر أحمر، أو من حجر، وكون شبابيكه من زجاج أبيض أو ملون، وكون أطرافه فيها زركشة، وغير ذلك من الدقائق، التي هي بدورها متباينة، ثم هي في نفس الوقت متحدة مع شكل الجامع، ومنضوية تحته انضواء كاملا. والذي مكنها من ذلك، عامل الانسجام.
وعلى هذا، فيمكن تعريف الانسجام بأنه: هو العنصر الذي يجمع بين الوحدة والتباين حتى يصير الشكل واحدًا، ثم لا يغفل حاسة الادراك بعد، عن التنبه في نفس الوقت إلى أجزائه المتباينة مع الشكل، كان الجمال وإذا طبقت هذا الحد على المسموعات صدق، وذلك بأن يكون للنغمات "كل واحد"، وتكون بعد